المناخ وتأثيره على نفسية الإنسان

نجلاء صلاح الدين
منذ القدم والإنسان يعيش في بيئة متعارف عليها من حيث المناخ والطقس، والطبيعة لا يختلف عليها اثنين، فمثلا في مصر جوها سابقا كان دافئ ممطر شتاء أو حار أو جافا صيفا، ولكن اختلف اختلافا جذريا، حيث أصبح الجو في الشتاء بارد جدا مع نزول المطر الشديد في بعض المناطق، والمناطق الأخرى سيول، وفي فصل الصيف أصبح الجو شديد الحرارة مع وجود الرطوبة العالية، وكل هذا حدث عندما تغير المناخ على مستوى العالم كله، وذلك لأسباب عديدة منها على سبيل المثال:
ـ التدخل البشري في قطع الأشجار.
ـ نقص البقعة الزراعية.
ـ تجريف الأراضي الزراعية وحل محلها المباني السكانية.
ـ نفايات المصانع التي تخرج في الجو من حيث الدخان الذي يتصاعد في الفضاء ومصارف متصلة بالأنهار والترع.
ـ تلوث عوادم السيارات في الشوارع.
ـ نفايات المستشفيات عند حرقها في مستودعات الكمامة وعدم إعدامها بطريقة صحية.
ـ رمي مخالفات الحيوانات في الشارع والترع.
ـ نفوق بعض الحيوانات ورميها في الشارع وفي المصارف.
ـ استخدام المبيدات بنسبة عالية في الزراعة.
ـ يعمل الإنسان على اختلاف المناخ بشكل كبير من حيث استعمال بعض الأشياء التي تضر بالمناخ والمثال على ذلك علو المباني مع عدم بنية تحتية قادرة على ذلك واستخدام المبيدات الحشرية أثناء يومه.
ومع كل هذه الأسباب التي غيرت في المناخ، غيرت كذلك في نفسية الإنسان ومزاجه وحالته، ومثال على ذلك أثناء فصل الصيف عندما ترتفع الحرارة وتكون شديدة يميل الإنسان إلى التوتر والعصبية والزهق وقلة النوم، مما يؤثر على صحته النفسية والصحية، كذلك بالعكس فصل الشتاء يزداد رغبة الإنسان إلى النوم الكثير، وكذلك يأكل كل واحد مننا أكثر في الشتاء من فصل الصيف، ويميل الإنسان إلى الاكتئاب في فصل الشتاء، وتقل أيضا الشعور بالحماس والعمل والشغل ككل لأن الممل يصبح طابع سائد لذلك ينعكس المناخ على الحالة الصحية والنفسية على الإنسان.
ففي بعض من البشر تحب الجو الدافئ والحار والبعض الآخر من البشر يحب الجو البارد، لذلك أن الجو والطقس وتأثيره على الحالة النفسية والمزاجية للإنسان وأفعاله وقراراته.
وأصبحت حالات الطقس تنعكس على حالات الانتحار، فتزداد حالات الانتحار في الجو شديد الحرارة، لأن الحرارة الشديدة تجعل البشر في حالة غريبة من الهياج وسريعة الغضب وتقلب المزاج بسرعة شديدة، لذلك لها آثار كبيرة على الصحة العقلية وسلوك الأفراد، حيث أكدت بعض حالات العنف الأخيرة التي حدثت في فصل الصيف لارتباطها بين الحرارة الشديدة وازدياد العدوانية، حيث يؤدي الانحراف العدواني لارتفاع درجة الحرارة، وهذا له آثار كبيرة على العنف المنزلي وله آثاره على الإنسان والأطفال.
ويعتبر النوم وظيفة أساسية للمحافظة على صحة الإنسان ويؤثرفينا الحرمان من النوم على الحالة النفسية والمزاجية والإدراك لأي إنسان، بينما يستطيع الإنسان الطبيعي أن يميل إلى النوم عندما تنخفض درجة الحرارة.
ومن هنا يمكن أن نقول إن كل شيء من حولنا يأثر فينا ونأثر فيه، فتغيير المناخ آو تغيير أي شيء حولنا يؤثر فينا كليا صحيا ونفسيا واجتماعيا، ومجتمعنا سواء مناخ أو طقس أو تقلبات جوية (طبيعيا أو صناعيا)، كل شيء حولنا يؤثر علينا، فلابد أن نحرص على قوة إرادتنا وقوة إيماننا بالله عز وجل وتقربنا منه قدر الإمكان حتى نحب بعضنا البعض ونحب الخير لبعضنا ونبعد الحقد والكراهية والغل الذي بداخل أي إنسان ضعيف الإيمان بالله، قوي قلبك بالحب والخبر والعزيمة والحماس والإقدام على مساعدة الغير دون انتظار المقابل.