تغير المشاعر والأحاسيس بين الزوجين
نجلاء صلاح الدين
باحثة اجتماعية وكاتبة صحفية
اتمنى من كل قارئ لهذا المقال أن يراجع نفسه مرة واثنين وثلاثة حتى يحافظ على علاقته بالطرف الآخر سواء زوج أو زوجة، فالحديث موجه للطرفين معا.
من خبرتي في حل مشكلات بعض الأزواج لاحظت تغير في المشاعر والأحاسيس بين الطرفين، لأنه مع وجود علاقة جديدة تدخل بين الطرفين تحدث بعض التغيرات واختلاف كلا من الزوجين من حيث مقارنة كل زوج وزوجة بالطرف الآخر الجديد من حيث الاهتمام وجياشة الإحساس وتجديد دماء كانت راقدة، لزجة لم تتحرك فبدأت تتحرك مع هذه العلاقة الجديدة.
فعندما يلتقي الزوج بسيدة أخرى غير زوجته فتلاحظ الزوجة بوجود بعض التغيرات على زوجها، لأن الزوجة تمتلك جهاز استشعار تستشعر بأي خطر أو تغير في أسلوب زوجها يهدد حياتهم الزوجية، فيبدأ بالكذب على زوجته وتأخيره المتكرر عن المنزل بالعديد من المبررات والاعتذارات الكثيرة لها، فتشك فيه وتبدأ تبحث عن الأسباب التي حولته الى شخص آخر لم تعرفه قط، والعكس كذلك صحيح.
فتبدأ من هنا المشاكل بين الزوجين، فتلاحظ الزوجة أرقام غريبة في هاتف زوجها ورسائل ليلية بدون أي مبرر، وفجأة تلاحظ تغيير الزوج للرقم السري الخاص بهاتفه فيزيد شك الزوجة أن هناك خطب ما، ويجب اكتشافه ومواجهته وأن الذي يحدث ليس طبيعي من زوجها، ومع البحث والتحري تجد أن كل ما فعله من تصرفات غريبة كان من أجل سيدة تمتلك علاقة مع الزوج ليجدد مشاعره وأحاسيسه من وجهة نظره، ولكن الزوج أحل لنفسه الدخول في علاقة مع سيدة غير زوجته من غير أن يراعي زوجته التي ساعدته ولم تتركه لحظة.
وما الحل يا ترى؟
قبل أن ينظر الرجل إلى سيدة والعكس صحيح، يجب أن يصارح الزوجة بأنها أهملت في نفسها واهتمت بأشياء أخرى وتركته لوحده، وتلك هي الفجوة التي بينهم، وتحاول بكل جهدها أن تهتم بنفسها وتصبح نسخة جيدة منها حتى لا ينظر لغيرها، وإذا لم تأتي تلك الحلول بنتيجة يجب على الزوج أن يصارح زوجته بأنه سوف يجدد الدماء ويتزوج من أخرى، وهنا إما أن تقبل الزوجة أو ترفض وأن تصبح تلك العلاقة امام الجميع وليس في الخفاء، وأما إذا تغيرت الزوجة ففي هذه الحالة يجب أن يساعدها زوجها في ذلك التغير ويشعرها بأنها الوحيدة في حياته ولن ينظر لأخرى.
وفي الجهة الأخرى، قد نرى بأن الزوجة هي التي تلتقي برجل آخر غير زوجها، فتبدأ العلاقة باهتمام ذلك الرجل بالزوجة التي تعتبر محرومة من الأحاسيس والمشاعر، فتستسلم له لمجرد أنه عوضها عن ما ينقصها في حياتها وأن أي سيدة قد تستسلم كذلك لأي رجل يلقي عليها كلام جميل وأحاسيس جياشة، فتبدأ الزوجة بمقارنة ذلك الشخص بزوجها المشغول دائما عنها، وهنا الانشغال عن الحديث والمشاعر والحب، فتنجرف نحو هذا الرجل الذي اهتم بها خلال تلك الفترة وجعلها تشعر بأنها امرأة لها مشاعر. طبعا أنا لم أعمم هذه الشخصيات على كل الزوجات أو الأزواج، ولكن بطرح بعض من مشاكل الأزواج التي مرت علي خلال عملي كباحثة اجتماعية وصحافية، فأتمنى من كل زوج وزوجة أن يعاملا بعضهم البعض بحسن نية دون اللجوء إلى الحوارات الكاذبة قبل الوقوع في تلك الأخطاء، وأن هدم البيت ليس سهل وضياع الأطفال كذلك، لابد من مراعاة كل جوانب الحياة قبل الدخول في أي علاقة تفرق وتخرب البيوت التي عمرها الله بالخير والرزق والحب والألفة.