التثقيف النقابي العمالي المصري يحتضر
أحمد فاوى الضبع
أمين العمال بحزب إرادة جيل
عضو مجلس إدارة اتحاد عمال مصر السابق
مقرر عام لجنة تحالف عمال الأحزاب المصرية
بالفعل كما قرأت عزيزي العامل والنقابي تلك هي الحقيقة المرة التي نعيشها هذه الأيام الصعبة في بلدنا العزيزة مصر وسط نوم وغثيان من تنظيم نقابي لا هم لهم إلا جمع الأموال عن طريق ما يسمى ببند واحد وهو “الشؤون الدولية”، وهي السفريات للخارج بعد ارتفاع سعر الدولار، وتناسوا هموم ومشاكل العمال وعملهم الأساسي وهو “التثقيف النقابي”، أي التعليم، فإذا حاولت أن ترتقي بأمة فعليك الاهتمام أولا “بالتعلم والصحة” وهما دلوقتي مشين بالمثل القائل “إن بيت أبوك خرب اجري وشد منه قالب” فأغلبهم تحولوا الآن إلى مليونيرات، وأغلبهم طبعا ليسوا بعمال، يا عني من أصحاب اللياقات البيضاء، يا عني نقابيين تيوان، وليسوا عمال حقيقيون من أصحاب اللياقات الزرقاء ـ رحم الله أيام الأخت الفاضلة النقابية الوزيرة عائشة عبدالهادي ـ والتي في عهدها كانت تهتم بالتثقيف النقابي مش قالت أنا مليش دعوة ده شغل اتحاد العمال، فكانت وزيرة للقوى العاملة، وفتحت وزارة القوى العاملة ومقراتها على مصرعيها لتثقيف العمال والنقابىيين، وهذا هو التميز بعينه.
فعندما دخلت في التنظيم النقابي في شركة الحديد والصلب عام 2006، حصلت على أكثر من دورة، وكان أهمها المفاوضة الجماعية لمدة 3 أيام وحاضرت فيها الوزيرة السابقة للقوى العاملة ناهد العشري، وكانت وكيل أول وزارة في القوى العاملة، ومقرات كانت تابعة لاتحاد العمال في الدقي وغيرها كانت تعج بأساسيات التنظيم النقابي من أساتذة نقابيين ونقابيين متميزين لإعطاء العمال دورات العمل النقابي على أرض الواقع.
والآن بعد أن تفشى الجهل والأمية والتخلف العمالي، السؤال “نحن ذاهبون إلى أين تلك هي المشكلة”، الاتحاد العمالي المصري والذي الآن يتخلص ويتنصل من الجامعة العمالية ويقذف بها بعيدا تحت ما يسمى “الإصلاح والتطوير” ونقاباته العامة التي أصبح الفساد مستشري بها أمام أعين الأجهزة الرقابية دون تحرك أو وضع أي رئيس نقابة عامة ليقول له من “أين أتيت بتلك الأموال”.
أما وزارة القوى العاملة والتي كل همها التزين والظهور أمام الجميع “إعلاميا فقط؟”، إنها تعمل على أرض الواقع وتذهب إلى الأماكن التي ليس بها مشكلات وتتجمل، واعتمدت على إعلاميين وجميع النقابيين والعمال يعلمون أنهم بعيدين تماما عن المصداقية، ولهم ماضي عمالي مشوه. والسؤال لوزير القوى العاملة على مدار عام بأكمله، وقولنا له اعتد على إعلام جديد وتخلص من الإعلاميين الذين لهم ماضي يعلمه جميع العمال والنقابيين. والسؤال الآخر لجبران القائم بعمل رئيس اتحاد العمال، هل أنت راضي بما تفعله النقابات العامة التي هي أساس، وأصبحت “بيت الداء في التنظيم النقابي المصري”، وسبب انهياره، هل أنت راضي من النداوات الوهمية للنقابات العامة على مستواها التنظيمي فهم شطار جدا في الاحتفال بالمولد النبوى وليلة عاشوراء واحتفالات النصر بـ6 أكتوبر والندوات الدينية، فأين “التنظيم العمالي والنقابي يا سادة”. والإجابة “التنظيم النقابي الآن في العناية المركزة” و”التنظيم والتثقيف النقابي الآن يحتضر؟”.