ارتفاع سن الزواج إجباري وليس اختياري
بقلم: نجلاء صلاح الدين
صحفية وباحثة اجتماعية
سؤال يطرح كثيرا بين المجتمعات المصرية والعربية. هل الحالة الاقتصادية فعلا أثرت على ارتفاع سن الزواج؟ وبالأخص بعد ارتفاع الأسعار الجنوني للسلع المعمرة والبناء والشقق وتكاليف تجهيز بيت الزوجية والفرح وشهر العسل…. إلخ.
فمن هنا نقول إن الأسرة التي كانت تساعد أبنائها للزواج اليوم لم تقدر على تعليمهم قدر المستطاع واضر الابن أو الابنة من كثرة معاناة أوليائهم، فبدأوا يبحثوا عن عمل لسد تكاليف تعليمهم في المراحل الثانوية والجامعية لسد احتياجاتهم الدراسية، وبعد هذه المرحلة التي لا تفرق بين الولد أو البنت في البحث عن شغل حلال ممكن لا يتناسب مع دراستهم، المهم أنه يطلع فلوس لسد عجز أسرتهم في مرحلة تعليمهم، وهذا كله ليس كلام مسترسل، ولكن بواقع تجربة عشتها منذ يوم أو يومين.
وأنا كنت بشتري خضراوات من السوق كانت الساعة السادسة المغرب توقفت عند عربة طماطم واقف عليها شاب صغير في السن، مما آثار لي فضولي الصحفي بالسؤال عن دراسته، فأجاب أنا في الصف الثالث الثانوي، فإنتابني ذهول بأن هذه الأيام اختبارات الثانوية العامة، فأول رد بعد ذهولي عملت إيه في الامتحان، قال لي الحمدلله كله تمام، فسألت سؤال آخر له كيف عندك امتحانات وبتشتغل؟ فقال لقمة العيش يا أستاذة ودروس الثانوي العام غالية جدا فلازم اشتغل حتى أصرف على دروسي، فدعيت له ولكل طلبة الثانوي، وتركت له رقم تليفوني حتى يطمني عليه عند ظهور النتيجة.
أرجع للإجابة على السؤال الذي طرحته في الأول، هل الحالة الاقتصادية فعلا أثرت على ارتفاع سن الزواج؟
بعد تخرج الولد أو البنت تقابلهم عقبة التعيين ويستبعدوا فكرة الزواج لزيادة تكلفة الزواج من يوم لآخر والمبالغة فيها.
ومن هنا أقول أن ارتفاع سن الزواج ليس اختياري، ولكن إجباري.